AGADIRPRESS -باحث مصري: لا يجوز للحائض الإفطار في رمضان - جريدة أكادير بريس
أعاد الدكتور أحمد عمارة، وهو استشاري صحة نفسية بالطاقة الحيوية يزيد عدد المشتركين في قناتيه على يوتيوب عن 660 ألف مشترك، نشر فيديو مثير للجدل بشأن شهر رمضان على صفحته على فيسبوك، التي يتابعها أكثر من 3.5 مليون شخص.
وقد شوهد الفيديو أكثر من 650 ألف مرة منذ رفعه قبل نحو ثلاث سنوات، وأثار الاهتمام وعاصفة من التعليقات نظراً لما تضمنه من آراء مغايرة لما هو معهود ومألوف في شهر رمضان.
ورغم تخصصه وحصوله على شهادات علمية في مجالات الباراسيكولوجي والميتافيزيقيا والطاقة الحيوية وعلم النفس المعرفي، غالبأ ما يعمد د. عمارة إلى ربط تلك العلوم بالأديان والشريعة الإسلامية مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومستنداً إلى العلوم التي تلقاها خلال دراسته في الأزهر وفي جامعة إسلامية بالسعودية حيث كان لـ”علم النفس الاسلامي جانباً كبيراً دفعه للتفكير والاطلاع أكثر على الثقافة الإسلامية النفسية” كما يقول.
وقال مخاطباً متابعاته من النساء: “يوم القيامة ربنا ح يحاسبك” متحدياً إياهن أن يجدن جواباً غير اتباع السلف عندما يُسألن عن عدم صيام رمضان كاملاً.
وأبدى أسفه لإذعان بعض النساء لضغوط المحيطين بهن عندما يُرغمن على الإفطار أحياناً وهن صائمات بدعوى أن هذا الفعل حرام أو منهي عنه. واستغرب قبول النساء بذلك وإفطارهن “رغم أننا نعرف أن إفطار يوم عمد في رمضان لا يضاهيه صيام الدهر كله” متسائلاً باستنكار: “أنت بتعبدي مين؟!”
وفي الفيديو يحاجج د. عمارة بأن ما ورد في القرآن والسنة بشأن أحكام الصيام يفتقر إلى ما يدعم إفطار الحائض، منوهاً إلى أن العادة جرت أن يتم ذلك وكأنه أمر مسلم به استناداً إلى “استباطات” بشرية غير صحيحة.
ويرى د. عمارة أنه لا يجوز للمرأة أن تفطر في رمضان خلال أيام الدورة الشهرية إلا إذا داهمها المرض في هذه الأيام فعندها يمكن أن تأخذ بـ “رخصة المرض” فتفطر في هذه الأيام على أن تقضيها لاحقاً لا أن تفطر كامل أيام الدورة.
وقد أعربت بعض المتفاعلات مع الفيديو عن اقتناعهن بما قدمه د. عمارة من حجج وأسانيد وأعلن أنهن لن يفطرن في رمضان كما اعتدن بل ان البعض منهن أعربن عن سعادتهن لذلك نظراً لحالة الاستياء والحزن التي كن يمررن بها إذا ما صادفت أيام الحيض العشر الأواخر من رمضان.
وفي المقابل شكل هذا الرأي صدمةً لدى بعض النساء وحتى الرجال الذين نزعوا للاعتراض عليه متعللين بحاجة المرأة الماسة للطعام والشراب خلال فترة الحيض.
إحدى هؤلاء كانت عهد بوالأمين، التي قالت إنها لطالما تساءلت عن الحكمة الربانية من وراء امتناع الحائض عن الصيام في رمضان وإنها عرفت الجواب بعد دراستها للطب.
وتقول إن السبب يعود إلى حاجة المرأة للكثير من الماء “للمحافظة على توازن الهرمونات وتقليل احتمالات حدوث التهابات واحتقان في منطقة الحوض”.
ونصحت المتفاعلات بشرب ما لا يقل عن ثلاثة لترات من الماء يومياً خلال أيام الدورة.
ولكنها لم تتطرق لما يتعارض مع الحجج التي ساقها عمارة ولا مع حقيقة أن الكثير من النساء لا يشربن هذا القدر من الماء في العادة إما لجهلهن بذلك أو لعدم رغبتهن فيه.
معاذ الجمل علق مشيراُ إلى أن المرأة لا تُطلق وهي حائض ولا تجامع ولا تصلي ولا تمس المصحف وتمنع من أشياء أخرى لأن الصيام عادة تستوجب الطهارة.
وكان عمارة قد أشار في الفيديو إلى مسألة وصم المرأة بالـ”نجاسة” خلال فترة الحيض وقال إن المسلمين الأوائل تأثروا بالإشارات القرآنية لليهود “الذين هادوا” في وقتهم وهؤلاء كانت تسود لديهم فكرة نجاسة الحائض والنفساء وهي فكرة نفاها القرآن من خلال مريم العذراء التي قامت بفعل الصوم وهي نفساء.
دار الإفتاء المصرية اكدت قاطعة بأنه “لا يجوز للمرأة الحائض الصوم في نهار رمضان”.
وورد في تفاصيل الفتوى: “جاءت أحكام بينها رسول الله ءصلى الله عليه وآله وسلمء ونقلت عنه نقلًا صحيحًا ودونها العلماء في كتبهم، وقد جاء فيها إجماع من السلف والخلف، ومن هذه الأحكام الشرعية المرعية: أحكام الحائض؛ ومن أحكام الحائض المجمع عليها سلفًا وخلفًا، أنها لا تصوم إذا نزل عليها دم الحيض، بل يجب عليها أن تفطر ثم تقضي ما عليها من أيام لم تصمها في حيضتها، وهذا التشريع النبوي لا شك ولا ريب أن فيه رحمة بالمرأة”.
وقد ساقت دار الافتاء للتدليل على “وجوب فطر الحائض وامتناعها عن الصلاة” الأدلة ذاتها التي ساقها د. عمارة من الكتب الجامعة للأحاديث والسيرة النبوية.
وأشارت في هذا السياق إلى قول الرسول: “أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم … فذلك من نقصان دينها” إلى جانب ما رُويً عن زوجته عائشة التي قالت: “كُنَّا نَحِيضُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ءصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَء، ثُمَّ نَطْهُرُ، فَيَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصِّيَامِ، وَلَا يَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ”.
د. عمارة يرى أن تلك الشواهد ليس فيها ما يقطع بوجوب إفطار أو عدم جواز صيام المرأة الحائض في رمضان وأن هذه الاستنتاجات أو ما يسميها هو بالـ “استنباطات” قد جاوزت القدر المسموح به (وهو الإفطار برخصة المرض) لتشمل الإفطار بالعموم وبمجرد نزول دم الحيض.
كما اعتبر أن في هذا تغليب على ما ورد في القرآن بهذا الشأن وانجرار أعمى وراء السلف والإجماع، ناصحاً بالتدبر والتفكر بدلاً من الانسياق وراء ما هو سائد ومألوف.
أما فتوى دار الإفتاء فقد نصت على أن َ”الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ سَوَاءٌ؛ لِأَنَّ دَمَ النِّفَاسِ هُوَ دَمُ الْحَيْضِ، وَحُكْمُهُ حُكْمُهُ. وَمَتَى وُجِدَ الْحَيْضُ فِي جُزْءٍ مِنْ النَّهَارِ فَسَدَ صَوْمُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، سَوَاءٌ وُجِدَ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ، وَمَتَى نَوَتْ الْحَائِضُ الصَّوْمَ، وَأَمْسَكَتْ، مَعَ عِلْمِهَا بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ، أَتَمَّتْ، وَلَمْ يُجْزِئْهَا”.
كما نفت الدار أن يكون معنى حديث عائشة “.. نؤمر بقضاء الصوم” هو أداء الصوم حال نزول دم الحيض منوهة إلى أن فعل الصوم يكون بعد الطهر، وليس حال الحيض”.
تعليقات
إرسال تعليق