القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

اكادير بريس - كتاب جديد يوصي الجامعات المغربية بولوج عصر "التعليم الرقمي" - agadir press

كتاب جديد يوصي الجامعات المغربية بولوج عصر "التعليم الرقمي"

اكادير بريس     -      كتاب جديد يوصي الجامعات المغربية بولوج عصر "التعليم الرقمي" -    agadir press

صدر حديثا للباحث المغربي مهدي عامري، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، منشور جديد باللغة الفرنسية يحمل عنوان "Enseigner à l'ère du digital" (التدريس في العصر الرقمي).

ويرى عامري في هذا الكتاب تثمينا لتجربة تعلُّمٍ عن طريق مشاريع تعاونية أنجزها طلبة السنة الثانية من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، في إطار مشروع مشترك معنوَن بـ"ملفّات التواصل الإشهاري"، طُلِبَ فيه من الطلبة إنتاج مجموعة من المضامين الإشهارية من قبيل الملصقات، والومضات الإذاعية، والومضات التلفزية...
ويهدف هذا الكتاب، وفق مؤلفه أستاذ مادة التواصل التجاري بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى تسليط الضوء على النّجاح المهمّ لهذه التجربة البيداغوجية التي ركّزت على فكرة مفادها أنه "في السيرورة الإعلانية الإبداعية، حتى عندما يتعلّق الأمر بالمتدرِّبين، فإن إتقان التّقنيّة لا يكفي، بل إنّ العمق المنهجي والفكري هو الذي يضمن نجاح المغامرة الإبداعية، وهو ما كان حال المشروع التعاوني الذي بُنِي عليه هذا العمل".
ويؤكّد مهدي عامري أن تطوُّرَ "الرقميِّ" يؤثّر على مجموع البنيات المكوِّنَة للمجتمع، وهي القاعدة التي تشمل حتى التعليم العالي، ويرى أن "التعليم الرقمي" اليوم أضحى غير قابل للاستبدال في السيرورة التعليمية الحديثة، مشيرا إلى تطوّره منذ نهاية تسعينات القرن الماضي وتميُّزه عن التعليم البسيط الذي يوضع على الإنترنت بطريقة أحادية الاتّجاه، لتمَحوُرِهِ على المتعلّم وسماحه له بالتّفاعل مع مُدَرّسه وأقرانه.
وتشكّل تقنيات الإعلام والاتصال في عهد التعلّم الرّقميّ "قضيةً مفتاحا في تطوير مؤسّسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، بعدما غيّرت تكنولوجيا الإعلام والاتصال طريقة اشتغالنا، فأضحى من غير المقبول اليوم التّدريس دون أخذ تأثيرها بعين الاعتبار"، يقول المصدر نفسه.
النموذج الخطابي النّاقل للمحاضرة يميل نحو الاختفاء، وفق المهدي عامري، رغم أنه نموذج واسع الانتشار في التعليم العالي المغربي. ويعرف هذا النموذج العديد من الثّغرات ونقاط الضعف لعدم أخذه بعين الاعتبار الثورة الرقمية التي أعطَتِ الطّلّاب، عبر بضع نقرات، إمكانية الوصول الفوريّ واليسير إلى "ما لا نهاية من المعرفة".
ويؤكّد الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال أن مختلف المعارف باتت متاحة بفضل شبكة الإنترنت، وأن "المونولوغات الطويلة" التي تفرض إيقاعاً تعليميا واحدا على شباب مختلفين تماما صارت منهجا تعليميا عفا عنه الزمن.
ويثير الكتاب مسائل مثل الفروقات التي تعرفها وضعيات عيش الطّلبة، لأن بعضهم لا تمكّنهم وضعيّاتهم الصّعبة من امتلاك أي وسائل تقنية، وهو ما يعني أن تعميم استعمال تقنيات الإعلام والاتصال في الأقسام سيكون إقصاء لهم، وهو ما يتطلب إنتاج النّظام الجامعي لحلول لتزويدِهم بالتقنيات المُحتاجة.
ويستحضر عامري في كتابه تجارب مغربية في رقمنة التعليم الجامعي انطلاقا من أبحاث واستطلاعات سابقة، كما يرى أن على الأساتذة أخذ المعايير الاقتصادية والسوسيو-ثقافية للطلبة بعين الاعتبار، لأنها تحبط الرّقمنة الفعّالة وواسعة النطاق للجامعات.
كما يتصوّر الباحث أن الشباب المغاربة ينتمون لثقافة ذات تقاليد شفهية، ويقرؤون بشكل قليل للغاية، وقلّة منهم فقط لها عادة قراءة كتب غير مبرمجة في المناهج الدراسية، كما أن وصولهم للإنترنت محدود، واستخداماتهم له ليست مفيدة أو خاضعة للضّبط دائما.
وبالتالي، يقتضي الابتكار الجامعي بالنسبة للكاتب عدم الاكتفاء بتطبيق الوصفات الأمريكية والفنلندية واليابانية لرقمنة المؤسّسات الجامعية في المغرب، واستهلاك الخبرة الأجنبية وتطبيقها دون تكييف ثقافي، وهو ما يجعل من الحكمة، في نظره، "التّفكير في إنشاء نموذج مغربي للجامعة الرّقميّة".

تعليقات