القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

نهر أم الربيع يصارع الجفاف وفعاليات بيئية تستنجد الوزارة للتدخل

 نهر أم الربيع يصارع الجفاف وفعاليات بيئية تستنجد الوزارة للتدخل


 نهر أم الربيع يصارع الجفاف وفعاليات بيئية تستنجد الوزارة للتدخل

بسبب الجفاف وقلة التساقطات المطرية، بات مصب نهر أم الربيع ضواحي أزمور، ثاني الأنهار بالمغرب، يعيش وضعا مأساويا، جعل فعاليات جمعوية بيئية، تطالب بالتدخل العاجل لإنقاذ المصب من تبعات الانعكاسات السلبية التي ترخي بظلالها على ساكنة المنطقة.

ويعيش نهر أم الربيع، الشريان الذي بصم العديد من الأحداث والوقائع التاريخية الكبرى في تاريخ المغرب، والذي له مكانة هامة في ذاكرة المدن التي يخترقها، إذ يبلغ طوله أكثر من 555 كلم، من منابعه بمدينة خنيفرة وصولا إلى مصبه بأزمور، (يعيش) اليوم وضعا وصف بالخطير نتيجة الانعكاسات السلبية لسنوات الجفاف المتتالية.

إبراهيم الزايري، عضو الجامعة المغربية لجمعيات حماية البيئة، أكد في تعليقه على الموضوع، أنه بسبب الجفاف وشح الأمطار، قطع مصب أم الربيع ضواحي مدينة أزمور صلته عن المحيط، وأصبح مجرد بركة مائية تسجل تراجعا كبيرا يوما بعد يوم، مضيفا أنه رغم الإجراءات التي قامت بها المندوبية الإقليمية لوزارة التجهيز والماء من أجل فتح المصب جزئيا وإزالة الرمال من قعر النهر، إلا أن وضع المصب اليوم عاد كما هو عليه منذ ثلاثة أشهر سابقة.

وشدد المتحدث، ضمن تصريح لـ”مدار21″ الإلكترونية، أن تراجع النهر سبب ضررا كبيرا للصيادين التقليدين الذين كان النهر يشكل مصدر رزق لهم، إضافة إلى أصحاب المراكب الذين كانوا سابقا ينقلون الزوار السياح من أزمور إلى الأماكن المجاورة للضريح عبر القوارب الصغيرة،  مشيرا في نفس الوقت إلى أن جفاف المصب جعل الصيادين أبناء المدينة ينتقلون إلى المناطق الصحراوية، وجعل مراكب نقل الزوار مركونة بجانب مداخل المصب.

وسجل المتحدث ذاته غياب الاستجابة للحلول المستدامة التي طالبت بها الفعاليات البيئية الجمعوية بالمنطقة، من بينها تهيئة مصب نهر أم الربيع بأزمور، وخلق حواجز إسمنتية تحدد منسوب المياه بين المصب والبحر، إذ يبعد مصب نهر أم الربيع عن البحر بما يقارب ألف كيلومتر، واصفا هذه الوضعية التي آل إليها  بـ”الكارثية”.

من جانب آخر، يرى أمين شيتو، عضو التنسيقية المدافعة عن مصب نهر أم الربيع، أن هذا الأخير يشهد للعام الخامس على التوالي جفافا عانت ساكنة سيدي علي من تبعاته، معتبرا أن العديد من الدواويير المجاورة للمصب كانت تعيش منذ سنوات من خيراته.

وقال في تصريح لجريدة “مدار21” إن الوزارة الوصية على القطاع إلى حد الآن لا تعي مخاطر جفاف مصب نهر أم الربيع ضواحي أزمور، إضافة إلى ضرورة اتخاد المسؤولين بالمدينة إلى اتخاذ حلول استعجالية لإنقاذ المصب.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قال يوم الثلاثاء 9 يناير 2024، أن نسبة ملء السدود تراجعت من 31.5 بالمئة إلى 23.3 بالمئة، بفعل تراجع الواردات المائية السدود من جهة، إضافة إلى الاستعمال المفرط للفرشة المائية من جهة أخرى باعتباره الخزان الأساسي للموارد المائية في المستقبل، مشددا على أنه ونظرا لتوالي سنوات الجفاف ولمواجهة إشكالية ندرة المياه، انكبت الحكومة الحالية منذ تعيينها على إعداد وتنزيل برنامج يهم تدابير استباقية وآنية تهم دعم تعبئة المياه الجوفية والربط بين المنظومات المائية والتدبير المندمج للموارد المائية والحد من الهدر المائي لتجاوز وضعية الاجهاد المائي وضمان الماء الشروب.

وكشف المسؤول الحكومي عن أرقام صادمة لتراجع الفرشة المائية، بفعل الاستغلال المفرط لهاته الموارد، وسط توالي سنوات الجفاف، نتيجة شح التساقطات المطرية، التي لم تتجاوز 21 ملم بنسبة تراجع تقدر بـ67 بالمئة مقارنة مع سنة عادية، فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة حيث تجاوزنا المعدل السنوي (درجة و30).

وسجل بركة تراجعا ملموسا هم كل الأحواض المائية عبر التراب الوطني، بما فيها سد الوحدة، الذي يعتبر أكبر سد بالمغرب، حيث كانت تدخل إليه خلال الأشهر الأولى من السنة الفلاحية 400 مليون متر مكعب، في حين دخلت فقط خلال السنة 11 مليون متر مكعب بمعدل نقص تراواح ما بين 60 إلى 90 بالمائة بالنسبة الواردات المائية.

فيما كشف عقب أشغال المجلس الحكومي المنعقد في دجنبر الماضي، عن معطيات مقلقة بخصوص الوضعية المائية للمغرب بعد تأخر التساقطات واصفا الوضع الحالي ب”الخطير جدا”، مردفا “اليوم دخلنا في مرحلة دقيقة، لأننا نعاني من 5 سنوات جفاف متتالية”، مشيرا الى أن الثلاث أشهر الأولى أبانت أننا متجهين “لاقدر الله” إلى سنة جافة أخرى”.

تعليقات