القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

جنوب افريقيا.. حكومة المؤتمر الوطني تطاردها أزمات متعددة الأبعاد

 جنوب افريقيا.. حكومة المؤتمر الوطني تطاردها أزمات متعددة الأبعاد


 جنوب افريقيا.. حكومة المؤتمر الوطني تطاردها أزمات متعددة الأبعاد

أثار خطاب حالة الأمة الذي ألقاه رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، ردود فعل قوية. وتعتقد الطبقة السياسية والمنظمات غير الحكومية وحتى المواطنون العاديون أن هذا الأمر يبرز التقدم الضئيل الذي أحرزه المؤتمر الوطني الأفريقي، بعد ثلاثة عقود من نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994.

كالعادة، يتم تحليل خطاب حالة الأمة بعناية من قبل المحللين والطبقة السياسية، لكن هذا العام، له دلالة سياسية خاصة، لأنه يأتي عشية استحقاق حاسم، يتمثل في الانتخابات العامة التي ترجح إنهاء سيطرة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على الدولة.

وفي الواقع، بالنسبة للعديد من المحللين السياسيين، قد يكون هذا هو الخطاب الأخير لرامافوزا كرئيس للحكومة قبل الانتخابات الوطنية والمحلية المقررة بين ماي وغشت 2024. حكومة المؤتمر الوطني الأفريقي تطاردها أزمات متعددة الأبعاد.

في البداية، يرون أن خطاب حالة الأمة للإدارة السادسة لم يطرح أي أفكار جديدة حول كيفية تعامل حكومة المؤتمر الوطني الأفريقي مع القضايا الاقتصادية والمجتمعية الملحة، ومن بينها أزمة الطاقة الدائمة. علاوة على ذلك، فإن الميزانية الوطنية التي سيقدمها وزير المالية إينوك غودونغوانا في غضون أسبوعين تتنبأ، في أفضل تقدير، باستمرار الركود الاقتصادي.

وهكذا، منذ الاستقلال، لم تتغير أولويات الحزب أو الدولة. الأمر كله يتعلق بالتحول الاقتصادي والتوظيف والأجور الاجتماعية للحماية من الفقر ومحاربة الجريمة والفساد وانقطاع التيار الكهربائي بشكل دوري.

ومع اعترافه بمعدل البطالة المذهل الذي يبلغ حوالي 31.9 في المائة (رقم رسمي)، أكد رئيس الدولة على أنه يجب أن ينمو اقتصاد جنوب إفريقيا حتى يمكن خلق فرص العمل.

وبينما وعدت السلطة التنفيذية بحل مشكل البطالة، وذلك بفضل توسيع حافز ضريبة العمل وزيادة التوظيف من قبل صندوق العمل الاجتماعي، يكشف أحدث مسح ربع سنوي للقوى العاملة أن البطالة تبلغ 41.2 في المائة.

وعلى الرغم من قرار السلطة التنفيذية بمواصلة منح مخصصات الدعم الاجتماعي حتى عام 2025، تشير التقديرات إلى أن 13.8 مليون جنوب أفريقي يعيشون تحت خط الفقر الغذائي.

الاقتصاد الوطني ينهار بسبب انقطاع التيار الكهربائي

وهناك مشكلة شائكة أخرى تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي المتكرر الذي أدى إلى اضعاف الاقتصاد الوطني حيث شهدت جنوب إفريقيا أسوأ عام لانقطاع التيار الكهربائي في عام 2023. وهذه بالطبع صورة قاتمة لا يمكن لأي حكومة أن تتباهى بها.

وقد لخص زعيم حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا، حزب العمل الديمقراطي، جون ستينهاوزن، الوضع بشكل مثالي بقوله: “لم يتم تنفيذ أي من الوعود التي قدمها الرئيس سيريل رامافوسا في خطاباته الخمس الأخيرة حول حالة الأمة. (…). فالاقتصاد في حالة جمود فعلي، والفساد أسوأ من أي وقت مضى، والجريمة تخرج عن نطاق السيطرة، والملايين من أطفالنا يتضورون جوعا”.

وغني عن القول أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم يستغل هذا العام الانتخابي للترويج لـ”إنجازاته”، غير أن الإصلاحات التي تمكن الحزب التاريخي من تنفيذها في السنوات الأخيرة يصعب الترويج لها سياسيا بالنسبة لهيئة ناخبة زج بها في معارك اقتصادية واجتماعية لا نهاية لها.

تعليقات