أزولاي يستحضر اليهود في ذاكرة المغرب
تحت شعار “دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية”، تنظم جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي، بدعم من عمالة تطوان، يوم 11 يناير الجاري بمدينة تطوان، ملتقى وطنيا في سياق الاحتفال بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وسيتم خلال هذا الموعد، الذي سيترأسه أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية “الصويرة موكادور”، الإعلان عن مركز الأبحاث والدراسات حول تاريخ اليهود بالشمال بهدف إرساء الثقافة العبرية، وأيضا انطلاق العمل المشترك حول أرشيف وثائق يهود تطوان الذي تحتوي عليه جماعة تطوان، بشراكة مع “بيت الذاكرة” بالصويرة، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، وكرسي القانون العبري بجامعة محمد الخامس بالرباط، وجمعية “الصويرة موكادور” .
وسيتميز هذا الملتقى بمشاركة عبد الله أوزيتان، الرئيس المؤسس لمركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري، وفريد الباشا، الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري بالمغرب ومدير كرسي القانون العبري بجامعة محمد الخامس بالرباط، وأبرهام العرار، رئيس فيدرالية السفارديم بكندا ونائب رئيس فيدرالية السفارديم بالعالم، وشخصيات أخرى.
كما سيشهد الملتقى، وفق بلاغ للجهة المنظمة، تنظيم درس افتتاحي علمي برحاب رئاسة جامعة عبد المالك السعدي سيلقيه أندري أزولاي حول “دور اليهود في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية”. وسيتم بمقر جماعة تطوان التاريخي “الأزهر” تدشين رواق الذاكرة الوثائقية، الذي سيعرض وثائق نادرة ليهود تطوان تضمها خزانة جماعة تطوان.
إلى جانب ذلك، سيعرف الملتقى توقيع اتفاقيتين، الأولى بين جماعة تطوان والمؤسسات المشاركة في الملتقى من أجل صيانة وثائق يهود تطوان، والثانية بين جامعة عبد المالك السعدي والمؤسسات المشاركة في الملتقى من أجل الأبحاث والدراسات حول يهود تطوان.
ويجسد هذا الحدث حرص جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي على تعزيز روافد الهوية المغربية بكل أبعادها المتعددة التي أكد عليها دستور 1 يوليوز 2011 في ديباجته، وعلى استحضارهما حدثا تاريخيا بارزا وراسخا في نفوس المغاربة أجمعين، يتمثل في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.
وتعتبر مدينة تطوان نموذجا رائدا لهذا التلاقح والانصهار بين مختلف هذه الفئات والمكونات الاجتماعية والدينية، خاصة الأندلسية، الموريسكية منها واليهودية، لما يختزله تاريخها العريق، على مدى أكثر من خمسة قرون، من مميزات وعناصر حضارية وثقافية ودينية تجسد مدى قوة وحضور هذه المكونات في بناء حضارة وهوية المدينة متعددة الروافد.
وظلت مدينة “الحمامة البيضاء” على مر العصور وعلى امتداد تاريخها العريق فضاء للتعايش والتسامح وملتقى للديانات السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والمسيحية)، حيث يتواجد بها المسجد والمعبد والكنيسة جنبا إلى جنب، مبرزة بذلك ثقافة التعدد التي تميز مجتمع هذه المدينة وروح التسامح والتعايش والاحترام تجاه كل الأديان.
ويهدف هذا الحدث إلى جعل تطوان مدينة جاذبة مشعة ومنفتحة على كل العالم بكل مكوناته، من خلال تسويق الإسهامات الأساسية والفعالة في بناء الشخصية الحضارية للمدينة، وفي بناء هويتها المركبة.
تعليقات
إرسال تعليق