تقرير أمريكي يرصد تهديدات "الدرونات الإيرانية" للمغرب ومنطقة شمال إفريقيا
لم تعد “الدرونات” الانتحارية خيارا “ثانيا” في المنظومات الحربية، بل أصبحت من أهم الركائز الاستراتيجية في الحرب الحديثة؛ وهو ما يدفع إلى إعادة النظر في التكتيكات العسكرية ومصادر القوة الميدانية.
وأشار لي ولين كينغ، الخبير الأمريكي في الشأن الإستراتيجي، ضمن تحليل له نشره في “Boston Herald”، إلى أن “إيران تملك طائرات مسيرة يتم نشرها حاليا في شمال إفريقيا، وقد تشكل تهديدا مباشرا للمغرب”.
وسبق للدبلوماسيين المغاربة أن نبهوا إلى هذه المسألة، حيث تؤكد المعطيات الميدانية أن إيران تمد متمردي جبهة “البوليساريو” الانفصالية بالأسلحة وتدرب عناصرها من أجل خوض معارك ميدانية بتواطؤ مع الجزائر.
وتعود تجربة إيران مع الطائرات بدون طيار إلى الحرب التي خاضتها والعراق بين عامي 1980 و1988. في تلك السنوات كانت الطائرات بدون طيار في خط البصر، ومبسطة، وهي “جيدة فقط للمراقبة”.
وبينما كان العالم يناقش برنامج إيران النووي، كانت طهران بصدد بناء تصور حول قدرات الطائرات المسيرة وأصبحت بذلك المورد الأساسي للطائرات العسكرية بدون طيار للدكتاتوريين والمتمردين، وقد تم استخدامها أيضا في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفاد التحليل نفسه بأن “إيران قامت ببناء أجيال من الطائرات بدون طيار، كبيرها وصغيرها؛ لكنها متطورة بشكل متزايد”، مبرزا أن “الطائرات الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها ألهمت المهندسين الإيرانيين، وتم إدماج بعض التقنيات المتطورة”.
ويدعي الجيش الإيراني أن مجمعه الصناعي الدفاعي يمكنه صنع المحركات وجميع أجزاء طائراته بدون طيار محليا.
وقال المحلل بأن “إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أخبره بأن إيران توصلت إلى استنتاج مفاده أن قوتها لا تكمن في منافسة القوة على القوة؛ ولكن في مساعدة الصراعات غير المتكافئة، وهذا هو سبب إنفاقها الكثير من المال والوقت على الإرهاب، والكثير من المال والوقت على الصواريخ الباليستية”.
وشدد على أن “المغرب عبر عن مخاوف حقيقية بشأن هذه الطائرات، في حين أنها قد لا تكسب الحرب؛ لكنها يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بمجموعة متنوعة من الأهداف، من المراكز السياحية إلى المنشآت العسكرية إلى شبكات الطاقة الحيوية ومحطات الطاقة.
واعتبر أن “الطائرات بدون طيار خفيفة ورخيصة وسهلة النقل والإخفاء. ويمكن لجيل اليوم من الطائرات بدون طيار الإيرانية حمل أحمال باليستية كبيرة، فضلا عن التسكع لمدة تصل إلى 24 ساعة وإرسال المواد الحيوية إلى البنية التحتية الحيوية.
وقال بأن “ما ينقص هو الدفاعات الكافية ضد هجمات الطائرات بدون طيار، سواء كانت هجمات فردية تسبب الأذى أو أسراب مصممة لإحداث أضرار كبيرة. قال بيرمان إن النظام الدفاعي الفعال الوحيد ضد الطائرات بدون طيار هو “القبة الحديدية” الإسرائيلية، التي بنيت بالتكنولوجيا الإسرائيلية وساعدتها وتمولها الولايات المتحدة.
كانت إسرائيل مترددة حتى الآن في بيع القبة الحديدية، التي تصطاد مقذوفات تحلق على ارتفاع منخفض من مسافة 2.5 أميال من مكان الاعتراض. إنه ترتيب دفاعي محمول معقد قائم على الرادار، مصمم لتدمير الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة من غزة وجيرانها سوريا ولبنان، وكلاهما يستضيف وكلاء إيرانيين غير حكوميين.
وسجل بيرمان أنه نظرا لأن المغرب هو أحد الموقعين على اتفاقيات أبراهام، فقد تبيع إسرائيل نظام القبة الحديدية للمغرب؛ لكن هذا قد يستغرق سنوات من التفاوض والمبيعات تخضع لحق النقض الأمريكي.
في الوقت الحالي، تتمثل استراتيجية المغرب في تنبيه العالم إلى الديناميكيات المتغيرة في المنطقة وإلى تعرض أي بلد تقريبا لهجوم بطائرات بدون طيار -إضافة جديدة إلى حرب العصابات.
وقال بيرمان: “ما يجلبه الإيرانيون إلى طاولة المفاوضات هو أنه من المعروف أنهم أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وينتقلون الآن إلى إفريقيا، ويعززون قدرة الجماعات التي تعمل بالوكالة عنهم”.
تعليقات
إرسال تعليق