القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

وثيقة المطالبة بالاستقلال: رمز للكفاح الوطني المغربي ووحدة الأمة محور ندوة علمية بمدينة كلميم

 وثيقة المطالبة بالاستقلال: رمز للكفاح الوطني المغربي ووحدة الأمة محور ندوة علمية بمدينة كلميم


 وثيقة المطالبة بالاستقلال: رمز للكفاح الوطني المغربي ووحدة الأمة محور ندوة علمية بمدينة كلميم

في إطار الإحتفال بالذكرى الثمانين لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، نظم المجلس العلمي المحلي لكلميم، بشراكة مع المديرية الجهوية للإتصال بجهة كلميم وادنون، والنيابة الجهوية، لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة كلميم وادنون ، يوم أمس الأربعاء 10 يناير 2024، ندوة علمية بعنوان “وثيقة المطالبة بالإستقلال: مقاربة تاريخية ودينية”. بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة بكلميم، ابتداءا من الساعة الخامسة مساءا. بحضور المندوب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، السيد الكرف لحبيب، والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بكلميم السيد إبراهيم حدكي، والمندوب الجهوي للإتصال بجهة كلميم وادنون، و أعضاء المجلس العلمي ومرشدات المجلس العلمي المحلي بكلميم، وفعاليات المجتمع المدني، والسلطة المحلية بإقليم كلميم.

الندوة أطرها ثلة من الأساتذة، الأعضاء بالمجلس العلمي المحلي، وهم: البشير الداودي، والأستاذ فهد العيساوي، والأستاذ الحسين بلعسري، بالإضافة إلى الأستاذ بوبكر بوحمو، إمام مؤطر، والمندوب الجهوي للإتصال لجهة كلميم واد نون السيد مصطفى جبري، وكذا القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة بكلميم الأستاذ أحمد بارك الله.

في مستهل الندوة، ألقى الأستاذ بوبكر بوحمو، إمام مؤطر، كلمة أكد فيها على أهمية هذا اللقاء، الذي يقام في ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد رمزًا من رموز الكفاح الوطني المغربي، وتذكرنا ببطولات الأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال.

وأوضح السيد حمو، أنه في هذا السياق، قرر الملك محمد الخامس، بدعم من الحركة الوطنية، تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. لتعبر عن إرادة الشعب المغربي في الحرية والاستقلال، وتطالب بإنهاء الاحتلال الفرنسي.
وأكد أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، تعتبر حدثًا هامًا في تاريخ المغرب، ونقطة تحول في مسيرة الكفاح الوطني.حيث أظهرت هذه الوثيقة، إرادة الشعب المغربي القوية في الحرية والاستقلال، وشكلت حافزًا للحركة الوطنية المغربية، ودفعت الدول الكبرى إلى دعم نضال الشعب المغربي

ثم تحدث الأستاذ أحمد بارك الله، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية، عن السياق التاريخي لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، حيث أوضح أن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تمثل حدثاً تاريخياً بارزاً في مسيرة الكفاح الوطني المغربي من أجل الحرية والانعتاق من الاستعمار.

وأكد الأستاذ بارك الله، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، جاءت في سياق دولي متسم بتطورات مهمة، حيث كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، ودول الحلفاء تسعى إلى تحقيق السلام العالمي على أسس جديدة تقوم على احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

كما كانت الشعوب المستعمرة في مختلف أنحاء العالم تتصاعد فيها حركات التحرر الوطني، وكان المغرب من بين هذه الدول.
وفي ختام كلمته، شددالأستاذ بارك الله، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، تعد حدثًا هامًا في تاريخ المغرب، ونقطة تحول في مسيرة الكفاح الوطني. فقد أظهرت هذه الوثيقة إرادة الشعب المغربي القوية في الحرية والاستقلال، وشكلت حافزًا للحركة الوطنية المغربية، ودفعت الدول الكبرى إلى دعم نضال الشعب المغربي.

بعد ذلك، عرض المندوب الجهوي للإتصال، بجهة كلميم وادنون، السيد مصطفى جبري، شريط وثائقي مصورعن تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، تضمن صورًا ووثائقًا نادرة تروي تفاصيل هذه الوثيقة التاريخية.
في مداخلته، أكد السيد جبري أن وثيقة المطالبة بالإستقلال، تعد حدثًا وطنيًا هامًا، يجسد إرادة الشعب المغربي، فحدث المطالبة بالإستقلال في 11 يناير 1944، الذي يخلده المغاربة، قاطبة، في ذكراه الثمانين، يشكل محطة بارزة ستظل راسخة في الوجدان المغربي، باعتبارها نقطة مفصلية في مسيرة الكفاح الوطني، من أجل التحرير من يد الإستعمار، واسترجاع السيادة الوطنية والوحدة الترابية.

وتحتفظ الذاكرة التاريخية الوطنية بهذه المناسبة، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالات ومعاني عميقة، وأبعادها الوطنية التي جسدت الوعي الوطني، وقوة إلتحام الشعب بالعرش، بالدفاع عن المقدسات الدينية والتوابث الوطنية، واستشرافا لأفاق المستقبل.

وأكد السيد جبري، أن ملحمة المطالبة بتقديم وثيقة الإستقلال، ستظل بالنظر لما حملته ظروف ودلالات عميقة، ممثلة في قيم الوفاء والتضحية، وحب الوطن والإعتزاز في الإنتماء إليه، راسخة في ذاكرة المغاربة، حيث جسدت بإمتياز ذلك التلاحم القوي بين العرش والشعب الذي لا يزداد مع مرور الحقب والأزمنة إلا قوة ورسوخا ومثانة.
واعتبر المندوب الجهوي للإتصال أن هذه الذكرى الغنية بالحمولة الرمزية، والقيم القائمة على الوحدة والإعتراف والولاء والوفاء والتعبئة، يجب التحلي بها من أجل المثابرة في بناء المغرب الحديث وصيانة مكتسباته وتوابثه الدينية والوطنية.

ليسلط في ختام مداخلته، على أن المغرب اليوم، بقيادة مجدد المغرب، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مبرزا بإجماع تام استماتته في صيانة وحدته التابثة، ومؤكدا للعالم أجمع، من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، على إرادته القوية وتجنده التام، دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرةه الجادة في إنهاء أسباب النزاع المفتعل، وسعيه لتقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية، خدمة لشعوبها، وتعزيزا لإتحادها، واستشرافا لأفاق مستقبلها المنشودي الحرية والاستقلال. كما أنها تشكل رمزًا للوحدة الوطنية، ودليلًا على التلاحم الوثيق بين العرش والشعب

أما الأستاذ، لحسين بلعسري، عضو المجلس العلمي المحلي، فتحدث في مداخلته عن: نظرات فقهية في وثيقة المطالبة الإستقلال، . حيث أكد أن هذه الوثيقة تستند على أسس شرعية وقانونية، تؤكد على حق الشعب المغربي في تقرير مصيره.
وأشاد الأستاذ بلعسري أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، تستند على عدة مبادئ شرعية، تتمثل في، مبدأ سيادة الله تعالى، الذي هو مصدر كل السيادة.و مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيره، وكذا مبدأ العدل والإنصاف، بالإضافة إلى مبدأ الحرية والديمقراطية.

وأكد أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، تبدأ بذكر الله تعالى، والصلاة على رسوله الكريم، ثم تنتقل إلى بيان الحق التاريخي للمغاربة، في استقلال بلادهم، وتؤكد على أن المغرب، دولة ذات سيادة، وشعبها صاحب حق تقرير المصير.
ثم تسرد الوثيقة الظلم، الذي تعرض له المغرب تحت الاحتلال الفرنسي، وتشير إلى النضال، الذي خاضه المغاربة، من أجل الحرية والاستقلال.  وفي ختام الوثيقة، تطالب الأمم المتحدة بضرورة الاعتراف باستقلال المغرب، ودعم الشعب المغربي، في كفاحه من أجل الحرية والكرامة.

وفي ختام مداخلته، أكد الأستاذ بلعسري، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، تعد وثيقة تاريخية ودينية مهمة، تجسد إرادة الشعب المغربي في الحرية والاستقلال، وتستند على أسس شرعية وقانونية.

الأستاذ فهد العيساوي، عضو المجلس العلمي، فموضوع مداخلته، كان حول قيمة حب الوطن من خلال مضمون وثيقة الممطالبة بالإستقلال ، حيث أكد أن حب الوطن من أسمى القيم الإنسانية، وهو شعور ينبع من القلب، ويدفع الفرد إلى التضحية من أجل وطنه، وبذل كل ما في وسعه من أجل رفعته وازدهاره. وتجسد وثيقة المطالبة بالاستقلال، قيمة حب الوطن بوضوح. فهي تعبير صادق عن مشاعر المغاربة الوطنية، وتأكيدا على حقهم في تقرير المصير، وبناء وطنهم مستقلاً وحرًا

من خلال مضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال، يمكننا أن نستخلص أهمية حب الوطن في عدة نقاط، منها، إن قيمة حب الوطن قيمة سامية، يجب أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع. فهو الذي يوحد الصفوف، ويقوي العزيمة، ويدفع إلى العمل، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.

وفي تصريح لصباح أكادير، قال الأستاذ البشير الداودي، عضو المجلس العلمي المحلي بكلميم، إمام وخطيب مسجد المسيرة الخضراء، رئيس جمعية حفظة القرآن الكريم بجماعة صبويا التابعة لإقليم سيدي إفني، جهة كلميم وادنون:
“نحن اليوم نخلد الذكرى الثمانين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، في إطار أنشطة المجلس العلمي المحلي لكلميم، بالتعاون مع شركائه، والمندوبية الجهوية لقدماء جيش التحرير، والمندوبية الجهوية للإتصال، والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية.

وفي هذه الذكرى، نتذكر ما قام به الأجداد والأباء والمقاومين، وفي طليعتهم أب المقاومة وجيش التحرير مولانا محمد الخامس، وبمعيته جلالة الملك الحسن الثاني. فهذا جهاد كبير وعظيم عرفه المغرب، ونحن نلقن هذا ونرسخه في أذهان الناشئة ليعرفوا ما مر به المغرب من جهاد وتضحيات.

كما نتذكر أن الأقاليم الجنوبية شاركت بدورها في هذه الوثيقة، وفي هذه المقاومة، وفي دحض المستعمر الفرنسي والإسباني. فلم يتبين للمستعمر إلا أن يرحل، وقاومه المغاربة، بكل فئاتهم وشرائحهم.
والمغاربة يمكن أن يتجاهلوا ويصبروا على كل شيء، إلا المساس بالثوابت الدينية والوطنية. فهذه المسائل لا يقبل فيها المغربي المساس، ولا يمكن مساومته فيها. فقد ساوم المستعمر الآباء والأجداد بالمال والجاه، لكنهم قالوا لا، فما عليك إلا أن تخرج مدحورا.

فالأرض المغربية، والوطن المغربي حرا أبيا، ترفرف فوقه الراية المغربية، ويسوده الأمن والاستقرار إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.”

وفي الختام، أكدت الندوة على أهمية وثيقة المطالبة بالاستقلال كحدث تاريخي بارز في مسيرة الكفاح الوطني المغربي، وأكدت على أن هذه الوثيقة ما زالت مصدر إلهام للأجيال المغربية في مسيرتها نحو بناء دولة حديثة ومزدهرة، كما تم الدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهزه الله ونصره


تعليقات