هل تنعش التساقطات المطرية الأخيرة آمال الفلاحين؟(خبير مائي يوضح)
تعيش العديد من مناطق المملكة اضطرابات جوية أثمرت تساقطات في عدد من الأقاليم وسط وشمال البلاد، من شأنها أن تفتح بابا جديدا من الأمل بإغناء الفرشة المائية والرفع من حقينة السدود، فضلا عن تعزيز فرص تحقيق موسم فلاحي جيد.
وشهدت مناطق عديدة على امتداد الشريط الساحلي الممتد من الجديدة إلى طنجة، تساقطات مطرية مهمة يعول عليها كثير من الفلاحين والمتابعين من أجل تخفيف ضغط الجفاف وحدته التي تخيم على مختلف المجالات.
واعتبر رشيد الغزاوي، أحد الفلاحين بمنطقة اللوكوس، أن التساقطات التي شهدها إقليم العرائش خلال اليومين الأخيرين “أنعشت الآمال بموسم فلاحي جيد في المنطقة”، مؤكدا أن هذه التساقطات “جاءت في وقتها بالنسبة لكثير من الزراعات الخريفية، خاصة الشمندر السكري والحبوب والخرطال والفصة”.
وأضاف الغزاوي، الذي يترأس إحدى التعاونيات الفلاحية بالإقليم، أن “التساقطات التي شهدتها المنطقة خلال الليلة الماضية و الجمعة كانت بكميات مهمة، ونسأل الله المزيد وأن تعم كافة أنحاء البلاد”.
وأوضح الفلاح ذاته أنه “بعد هذه الأمطار المهمة، على الفلاح أن يستعد لتسميد ومعالجة الحقول من الأعشاب الضارة من أجل ضمان أريحية للحبوب ونموها”، لافتا إلى أن مثل هذا الموسم الذي تكون فيه كميات التساقطات “معتدلة وبشكل منتظم، يكون ناجحا عندنا بفضل طبيعة التربة”.
وزاد الغزاوي قائلا: “كان الخوف يتملكنا بسبب شبح الجفاف الذي يلقي بظلاله على البلاد، لكن، الحمد لله، جاء الغيث وبكميات مهمة، نْطلْبو الله يْكمّلْ علينا بالخير”، مبرزا أن هذه التساقطات ستكون لها آثار إيجابية على المراعي وكلأ الماشية في المنطقة المعروف سكان قراها بتربية الأبقار والأغنام.
في تعليقه على الموضوع، قال عبد الرحيم هندوف، خبير في المجال المائي، إن التساقطات التي عرفتها العديد من المناطق في الساعات الماضية “ستنفع بطبيعة الحال هذه المناطق”، مستبعدا أن تكون لها تأثيرات كبيرة على المستوى الزراعي، خاصة زراعة الحبوب.
ولفت هندوف، في اتصال مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن مساحة 2,1 مليون هكتار هي التي زرعت هذه السنة بالحبوب من أصل 4,5 إلى 5 ملايين هكتار، معتبرا أن هذا الرقم يجعل “50 بالمائة من المساحة المخصصة لزراعة الحبوب خارج الحساب”.وأضاف الخبير المائي أن “مقاييس هذه الأمطار لن يكون لها تأثير كبير على مستوى نسبة ملء السدود”، التي بلغت 23 بالمائة هذا العام، مشددا على أن ملء السدود الكبرى “يحتاج إلى المزيد من التساقطات، وما سجل حتى الآن سيساهم بشكل محدود في إنعاش الفرشة المائية، وما زلنا نعاني خصاصا على مستوى التساقطات”.
ودعا المتحدث إلى “التمييز بين الجفاف الفلاحي والجفاف الهيدرولوجي”، موضحا أن “سنة قليلة على مستوى التساقطات لا تعني بالضرورة سنة فلاحية ضعيفة”، وأن “الجفاف الهيدرولوجي عانينا منه سنة 2021 وكانت نسبة ملء السدود أقل من 50 بالمائة، لكن لم يكن هناك جفاف فلاحي وحققنا 102 مليون قنطار من الحبوب”.
وتابع هندوف: “في 2020، كانت نسبة ملء السدود 50 بالمائة، فيما كانت نسبة إنتاج الحبوب 32 مليون قنطار فقط”، شارحا أن الجفاف الفلاحي يتأثر “أكثر بتوزيع الأمطار خلال الموسم الفلاحي، أما الجفاف الهيدرولوجي فهو ناتج عن نقص كمية التساقطات سواء من الأمطار أو الثلوج”، حسب تعبيره.
تعليقات
إرسال تعليق